أنطقت ليلة أمس الأربعاء فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بمدينة خريبكة، وذلك بتكريم عدد من الوجوه الأجنبية والعربية، تقديرا لجهودها الكبيرة في إخصاب السينما الوثائقية، وإزهار الإبداع السينمائي بشكل عام.
وحضي بدرع المهرجان في افتتاح الدورة الثالثة التي تستمر حتى السبت المقبل، بمشاركة 11 دولة، كل من مديرة المركز الثقافي الايطالي بالمغرب أنا باستوري، فضلا عن سكرتير السفير الايطالي بالرباط، باعتبار، دولة ايطاليا، تحضر في المهرجان كضيف شرف الدورة، بعد سوريا وفلسطين في الدورة الأولى.
كما كرم المهرجان، الذي يقام بدعم من المركز السينمائي المغربي والمجمع الشريف للفوسفاط والمعهد الوطني للتهيئة والعمران والمركز الثقافي الإيطالي، رئيس قسم الإنتاج بقنا الجزيرة الوثائقية نبيل العتيبي من قطر، فضلا عن الإعلامي المغربي عبد الرزاق لحرش.
كما تم بالمناسبة تقديم، لجنة التحكيم لهذه الدورة، التي يرأسها المخرج نبيل العتيبي رئيس قسم الإنتاج بالجزيرة الوثائقية بقطر، والناقد المغربي سعيد يقطين والصحفية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فاطمة يهدي والمخرجة الإيطالية جيوفانا تافياني والمخرج الجزائري عبد المالك لكون، فضلا عن الناقد والجامعي يوسف آيت همو والناقد الإعلامي أحمد سجلماسي ورئيس جمعية النقاد السينمائيين بالمغرب خليل الدامون. بالإضافة إلى عدد مهم من مخرجي الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان.
واعتبر رئيس المهرجان الدكتور الحبيب ناصري في كلمة بالمناسبة أن المهرجان، يعد قاطرة حقيقية للتنمية المحلية، وترسيخ قيم الحوار، والتواصل الكوني، مما يجعل المغرب، محطة دولية لتكريم مبادئ التسامح والتعايش بين مختلف الأديان والأجناس.
وأكد أن السينما التي بدأت وثائقية، تعد إحدى الأشكال الإبداعية الراقية التي قدمت للمتلقي في العديد من المناسبات، فيضا من القيم والمبادئ الوجودية التي تدعو في العمق إلى السلام، والكرامة، وتمجيد الحرية والتسامح، واحترام حقوق الإنسان، وتكريم الحياة في أبهى تجلياتها بمختلف تقاليدها وعاداتها.
وتمن بالمناسبة الجهات الداعمة للمهرجان وعلى رأسها المركز السينمائي المغربي، داعيا بالمناسبة إلى جعل المهرجان مناسبة سنوية من اجل الاحتفاء بالسينما كل ما هو وثائقي كفعل فني وإبداعي، يساهم بشكل كبير في إشاعة قيم الثقافة والفنون.
وقال" انه بين الدورة الأولى والثالثة عشنا لحظات ممتعة تعلمنا فيها أشياء كثيرة ومفيدة في الحياة، وأطللنا من خلالها على نافذة تنظيم المهرجان وعلى كيفية سير سؤال الثقافة بشكل في بلادنا كبوابة نحو تحقيق رقي جمالي أفضل بطوق المواطن".
وأكد أن الفيلم الوثائقي يعد أداة من أدوات مساءلة الذات والآخر ناهيك عن كونه تجليا من تجليات محاربة كل أشكال العنف والتطرف والإقصاء.
كما حيا بالمناسبة كل من يثق في المبادرات الثقافية والفنية وغيرها، الآتية من المجتمع المدني كدعامة أساسية لرمزية اعهد الجديد.
كما أكدت كل كلمات حفل التكريم، وخاصة من قبل المكرمين أن المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، يعتبر محطة مهمة لتعزيز مزيد من الحوار الثقافي والسينمائي، معتبرين السينما في أبهى تجلياتها تعد الفن الحقيقي للتعبير عن طموحات الإنسان ونبض المجتمع، فضلا عن طرح الأسئلة من اجل الحياة والوجود، وتكريم المجتمع.
وشهد حفل افتتاح الدورة الثالثة، تقديم وصلات فنية موسيقية أدتها إحدى فرق عبيدات الرما بالمدينة، والفنان الملحون جمال الدين بنحدو، فضلا عن افتتاح معرض للفنون التشكيلية من توقيع الفنانة الحاجة خدوج السليماني.
وتم بالمناسبة عرض فيم الافتتاح، ويتعلق الأمر بفيلم" عودة إلى البلد" للمخرجة الايطالية جوفيانا تافياني. إضافة الى عرض ثلاثة أفلام مدرجة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان وهي" الازمنة الجديدة" للمخرج الاسباني جورج دورادو، و" امازيغ مصر" لمخرجه المصري حسن داوود، و" مضيف الشهداء" لمخرجه الفلسطيني فايق جرادة.
وتكريما للسينما الايطالية، تم تنظيم لقاء مفتوح مع المخرجة الايطالية جيوفانا تافياني ومديرة المركز الثقافي الايطالي بالمغرب أنا باستوري.
يذكر أن الدول المشاركة في المهرجان، هي ايطاليا بلجيكا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية فلسطين وتونس ومصر والجزائر، ثم البلد المنظم المغرب، الذين سيتبارون للفوز بجوائز المهرجان وأرفعها الجائزة الكبرى، فضلا عن جائزة لجنة التحكيم، وجائزة الإخراج، وجائزة النقد، وجائزة الجمهور، وجائزة المؤسسة التربوية.
وتشتمل فقرات برنامج هذه التظاهرة السينمائية الدولية، أنشطة خصبة منها ندوة فكرية حول موضوع "الهجرة في الفيلم الوثائقي"، التي تعقد اليوم الخميس صباحا، إضافة إلى تنظيم مسابقة لأحسن فيلم وثائقي مفتوحة في وجه المخرجين الهواة الشباب بالمدينة ونواحيها.
كما سيتم بالمناسبة، تنظيم أمسية شعرية معرضين تشكيلين، وعرض أشرطة وثائقية بعدد من المؤسسات التعليمية، إضافة إلى عرض شريطين وثائقيين ضمن بانوراما المهرجان بساحة المجاهدين، وهما"تاريخ مقاومة .. وكفاح امرأة" للمخرج المغربي عبد العزيز العطار. و"كل ما أريد" للمخرجة الأمريكية ميشال ميدينا.
وكانت فعاليات الدورة الثانية من المهرجان، قد توجت فيلم" أبو القاسم الشابي" لمخرجته التونسية هاجر بن نصر بالجائزة الكبرى، كما فازت نفس المخرجة بجائزة النقد عن نفس الفيلم.